أَبو تَمَّام –
وَثَناياكِ إِنَّها إِغريضُ
وَلِآلٍ تومٌ وَبَرقٌ وَميضُ
وَأَقاحٍ مُنَوَّرٌ في بِطاحٍ
هَزَّهُ في الصَباحِ رَوضٌ أَريضُ
وَاِرتِكاضِ الكَرى بِعَينَيكِ في النَومِ
فُنوناً وَما لِعَينَي غُموضُ
لَتَكاءَدنَني غِمارٌ مِنَ الأَحداثِ
لَم أَدرِ أَيَّهُنَّ أَخوضُ
أَتأَرَتنِيَ الأَيّامُ بِالنَظَرِ الشَزرِ
وَكانَت وَطَرفُها لي غَضيضُ
كَيفَ يُضحي بِرَأسِ عَلياءَ مُضحٍ
وَجَناحُ السُمُوِّ مِنهُ مَهيضُ
هِمَّةٌ تَنطَحُ النُجومَ وَجَدٌّ
آلِفٌ لِلحَضيضِ فَهوَ حَضيضُ
كَم فَتىً ذَلَّ لِلزَمانِ وَقَد أَلقى
مَقاليدَهُ إِلَيهِ القَبيضُ
لَوذَعِيٌّ يُهَلِّلُ المَشرَفِيُّ العَضبُ
عَنهُ وَالزاعِبيُّ النَحيضُ
وَبِساطٍ كَأَنَّما الآلُ فيهِ
وَعَلَيهِ سَحلُ المُلاءِ الرَحيضُ
يُصبِحُ الداعِرِيُّ ذو المَيةِ المِرجَمُ
فيهِ كَأَنَّهُ مَأبوضُ
قَد فَضَضنا مِن بيدِهِ خاتَمَ الخَوفِ
وَما كُلُّ خاتَمٍ مَفضوضُ
بِالمَهارى يَجُلنَ فيهِ وَقَد جالَت
عَلى مُسنَماتِهِنَّ الغُروضُ
جازِعاتٍ سودَ المَروَراةِ تَهديها
وُجوهٌ لِمَكرُماتِكَ بيضُ
سُعُمٌ حَثَّ رَكبَهُنَّ أَمانٍ
فيكَ تَترى حَثَّ القِداحِ المُفيضُ
فَاِشمَعَلّوا يُلَجلِجونَ دَؤوباً
مُضَغاً لِلكَلالِ فيها أَنيضُ
لَن يَهُزَّ التَصريحُ لِلمَجدِ وَالسُؤدَدِ
مَن لَم يَهُزَّهُ التَعريضُ
كُلَّ يَومٍ يُقَضّيهِ نَوعٌ
وَعَروضٌ يَتلوهُ فيكَ عَروضُ
وَقَوافٍ قَد ضَجَّ مِنها لِما اِستُعمِلَ
فيها المَرفوعُ وَالمَخفوضُ
المَديحُ الجَزيلُ وَالشُكرُ وَالفِكرُ
وَمُرُّ العِتابِ وَالتَحريضُ
وَحَياةُ القَريضِ إِحياؤُكَ الجودَ
فَإِن ماتَ الجودُ ماتَ القَريضُ
كُن طَويلَ النَدى عَريضاً فَما سادَ
ثَنائي فيكَ الطَويلُ العَريضُ
إِنَّما صادَتِ البُحورُ بُحوراً
إِنَّها كُلَّما اِستُفيضَت تَفيضُ
يا مُحِبَّ الإِحسانِ في زَمَنٍ أَصبَحَ
فيهِ الإِحسانُ وَهوَ بَغيضُ
قُل لَعاً لِاِبنِ عَثرَةٍ ما لَهُ مِنها
بِشَيءٍ سِوى نَداكَ نُهوضُ
لا تَكُن لي وَلَن تَكونَ كَقَومٍ
عودُهُم حينَ يُعجَمونَ رَفيضُ
عِندَهُم مَحضَرٌ مِنَ البِشرِ مَبسوطٌ
لِعافٍ وَنائِلٌ مَقبوضُ
وَأَقَلُّ الأَشياءِ مَحصولَ نَفعٍ
صِحَّةُ القَولِ وَالفَعالُ مَريضُ