العباس بن الأحنف –
قَد جَمَّعَ اللَهُ لِي شَملي بِقُربِكُمُ
مِن بَعدِ ما كانَ يا نَفسي الفِدا بَدَدَا
وَعادَ نَومي وَقَد كانَ الرُّقادُ جَفا
عَيني وَبُدِّلتُ مِن لَذّاتِهِ السَهَدا
وَكانَ قَد غابَ لَمّا غِبتِ عَن جَسَدي
قَلبي وَأورِثتُ همّاً فَتَّتَ الكَبِدا
وَكُنتُ أَسخَنَ خَلقِ اللَهُ كَلِّهِمُ
عَيناً وأَطوَلَهُم مِن وَحشَتي كَمَدا
فَقَرَّتِ العَينُ يا نَفسي بِقُربِكُمُ
وَغابَ هَمّي وَوافَى روحِيَ الجَسَدا
فَالحَمدُ لِلَّهِ ذي النَعماءِ يا سَكَني
حَمداً كَثيراً لِرَبِّي دائِماً أَبَدا
ما كانَ شَأنِيَ لَولا أَنَّهُ نَكَدٌ
وَشَأنُ كُلِّ غَليظِ القَلبِ وَالكَبِدِ
إِن هُنتُ عَزَّ وَإِن واصَلتُ صَدَّ وَإِن
أَغضَيتُ لَم يَلتَفِت نَحوي وَلمَ يَكَدِ
أَقولُ لمّا مَلاني جَفوَةً وَهَوىً
يا مَن كَلِفتُ بِهِ لِلشُّؤمِ وَالنَّكَدِ
أَشكو هَواكَ وَلا أَبغي سِواكَ وإِن
جَرَّعتَني غُصَصَ الأَحزانِ وَالكَمَدِ