خطب قس بن ساعدة الإيادي بسوق عكاظ؛ فقال:
أيها الناس: اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة. إن في السماء لخبرًا، وإن في الأرض لعبرًا، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون، أرضوا فأقاموا، أم تركوا فناموا؟ يقسم قس بالله قسمًا لا إثم فيه، إن لله دينًا هو أرضى له، وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه، إنكم لتأتون من الأمر منكرًا.
ويروى أن قسا أنشأ بعد ذلك يقول:
… ـن من القرون لنا بصائر
لما رأيت مواردا
… للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها
… تمضي الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي إلي
… ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محا
… لة حيث صار القوم صائر
المصدر:
كتاب جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة