كان في بني ليث رجل جبان بخيل فخرج رهطه غازين وبلغ ذلك أناسا من بين سليم وكانوا أعداء لهم فلم يشعر الرجل إلا بخيل قد أحاطت بهم فذهب يفرّ فلم يجد مفرّا، ووجدهم قد أخذوا عليه كل وجه فلما رأى ذلك جلس ثم نثل كنانته وأخذ قوسه وقال : [رجز]
ما علّتي، وأنا جلد نابل
والقوس من نبع لها بلابل
يرزّ فيها وتر عنابل
إن لم أقاتلكم فأميّ هابل
أكلّ يوم أنا عنكم ناكل
لا أطعم القوم ولا أقاتل
الموت حقّ والحياة باطل
ثم جعل يرميهم حتى ردّهم، وجاءهم الصريخ وقد منع الحيّ، فصار بعد ذلك شجاعا سمحا معروفا.