من الشعر والأدب العربي

وصية أبي عبيدة بن الجراح

رحمه الله

تحدث لوط بن يحيى أبو مخنف قال: لما طعن أبو عبيدة بن الجراح بالأردن وبها قبره دعا من حضره من المسلمين.

فقال: إني أوصيكم بوصية إن قبلتموها لم تزالوا بخير: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدقوا وحجوا واعتمروا، وتواصلوا، وانصحوا لأمرائكم ولا تغشوهم، ولا تلهكم الدنيا، فإن امرءاً لو عمر ألف حول ما كان له بد من أن يصير إلى مثل مصرعي هذا الذي ترون.

إن الله كتب الموت على بني آدم، فهم ميتون، وأكيسهم أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم ميعاده.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يا معاذ بن جبل، صل بالناس.

ومات رحمه الله،

فقام معاذ بن جبل إلى الناس فقال: يا أيها الناس، توبوا إلى الله من ذنوبكم توبة نصوحا، فإن عبداً لا يلقى الله تائباً من ذنبه إلا كان حقاً على الله أن يغفر له.

من كان عليه دين فليقضه، فإن العبد مرتهن بدينه، ومن أصبح منكم مهاجراً أخاه فليلقه فليصالحه، ولا ينبغي أن يهجر أخاه أكثر من ثلاث، والذنب في ذلك عظيم.

إنكم، أيها المسلمون، قد فجعتم برجل ما أزعم أني رأيت عبداً أبر صدراً، ولا أبعد من الغائلة وأشد حباً للعافية، ولا أنصح للعامة منه.

فترحموا عليه رحمه الله، ثم احضروا للصلاة عليه.


المراجع :

التعازي والمراثي والمواعظ والوصايا
محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالى الأزدي، أبو العباس، المعروف بالمبرد (ت ٢٨٥هـ)

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد