فُؤادٌ مَلاهُ الحُزنُ حَتّى تَصَدَّعا
البُحْتُري –
فُؤادٌ مَلاهُ الحُزنُ حَتّى تَصَدَّعا
وَعَينانِ قالَ الشَوقُ جودا مَعاً مَعا
لِمَن طَلَلٌ جَرَّت بِهِ الريحُ ذَيلَها
وَحَنَّت عِشارُ المُزنِ فيهِ فَأَمرَعا
لِلَيلاكَ إِذ لَيلى تُعِلُّكَ ريقَها
وَتَسقيكَ مِن فيها الرَحيقَ المُشَعشَعا
كَأَنَّ بِهِ التُفّاحَ غَضّاً جَنَيتُهُ
وَنَشرَ الخُزامى في الصَباحِ تَضَوَّعا
وَهَيَّجَ شَوقي ساقُ حُرٍّ أَجابَهُ
هَديلٌ عَلى غُصنٍ مِنَ البانِ أَفرَعا
يُقَلِّبُ عَينَيهِ وَيوحي بِطَرفِهِ
إِلَيَّ بِلَحنٍ يَترُكُ القَلبَ موجَعا
إِذا ما الغَضا يَوماً تَرَنَّمَ فَرعُهُ
وَحَنَّت لَهُ الأَرواحُ غَنّى فَأَسمَعا
طَوَتني بَناتُ الدَهرِ مِن كُلِّ جانِبٍ
وَلِلدَهرِ وَقعٌ يَترُكُ الرَأسَ بَلقَعا
وَقَد كُنتُ وَقّادَ الشَعيلَةِ شارِخاً
أَحَدَّ مِنَ العَضبِ الحُسامِ وَأَقطَعا
فَأَصبَحتُ كَالريحانِ أَذبَلَهُ الظَما
وَوَدَّعتُ رَيعانَ الشَبابِ فَوَدَّعا
خَليلَيَّ هُبّا طالَ ماقَد هَجَعتُما
إِلى مُصعَبٍ يَمطو الجَزيلَ تَبَوُّعا
يَمورُ كَمَورِ الريحِ في عَصَفاتِها
أَوِ الماءِ وافى مَهبِطاً فَتَدَفَّعا
هِجانٍ كَلَونِ القُبطُرِيَّةِ لَونُهُ
إِذا نَطَقَ العُصفورُ ظَلَّ مُرَوَّعا
يُلاعِبُ أَثناءَ الزِمامِ كَأَنَّهُ
عَلى الأَرضِ أَيمٌ خافَ شَيئاً فَأَسرَعا
أَيا اِبنَ أُنوفِ الغُرِّ مِن آلِ هاشِمٍ
وَأَكرَمِهِم في الخَيرِ وَالشَرِّ مَوقِعا
وَمَن قَد حَوى مَجداً طَريفاً وَتالِداً
وَسامى نُجومَ الأُفقِ حينَ تَرَفَّعا
وَيَومٍ مِنَ الهَيجاءِ زادَ سَعيرُها
تَساقى بِهِ أَبطالُها السُمَّ مَنقَعا
شِهَدَت عَلى عَبلِ الجُزارَةِ سابِحٍ
كَساهُ دُقاقُ التُربِ جُلّاً وَبُرقُعا
كَأَنَّ لَهُ في أَيطَلَيهِ كِلَيهِما
جَناحَينِ خَفّاقَينِ لَم يَتَصَوَّعا