من الشعر والأدب العربي

إِنّي أَتَتني مِن لَدُنكَ صَحيفَةٌ

أَبو تَمَّام

إِنّي أَتَتني مِن لَدُنكَ صَحيفَةٌ
غَلَبَت هُمومَ الصَدرِ وَهيَ غَوالِبُ
وَطَلَبتَ وُدّي وَالتَنائِفُ بَينَنا
فَنَداكَ مَطلوبٌ وَمَجدُكَ طالِبُ
فَلتَلقَيَنَّكَ حَيثُ كُنتَ قَصائِدٌ
فيها لِأَهلِ المَكرُماتِ مَآرِبُ
فَكَأَنَّما هِيَ في السَماعِ جَنادِلٌ
وَكَأَنَّما هِيَ في العُيونِ كَواكِبُ
وَغَرائِبٌ تَأتيكَ إِلّا أَنَّها
لِصَنيعِكَ الحَسَنِ الجَميلِ أَقارِبُ
نِعَمٌ إِذا رُعِيَت بِشُكرٍ لَم تَزَل
نِعَماً وَإِن لَم تُرعَ فَهيَ مَصائِبُ
كَثُرَت خَطايا الدَهرِ فِيَّ وَقَد يُرى
بِنَداكَ وَهوَ إِلَيَّ مِنها تائِبُ
وَتَتابَعَت أَيّامُهُ وَشُهورُهُ
عُصَباً يُغِرنَ كَأَنَّهُنَّ مَقانِبُ
مِن نَكبَةٍ مَحفوفَةٍ بِمُصيبَةٍ
جُذَّ السَنامُ لَها وَجُذَّ الغارِبُ
أَو لَوعَةٍ مَنتوجَةٍ مِن فُرقَةٍ
حَقُّ الدُموعِ عَلَيَّ فيها واجِبُ
وَوَلِهتُ مُذ زُمَّت رِكابُكَ لِلنَوى
فَكَأَنَّني مُذ غِبتَ عَنّي غائِبُ


لـ أَبو تَمَّام

قد يعجبك ايضا
اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد